تصفيق لم يتكرر.. لؤلؤة مدريد تأسر قلوب جماهير برشلونة

تصفيق لم يتكرر.. لؤلؤة مدريد تأسر قلوب جماهير برشلونة

أسماء عديدة انضمت لريال مدريد، قادمة من الدوري الإنجليزي، على

أسماء عديدة انضمت لريال مدريد، قادمة من الدوري الإنجليزي، على غرار كريستيانو رونالدو وجاريث بيل ورود فان نيستلروي وديفيد بيكهام ومايكل أوين وستيف ماكمانامان.

ولكن لكل شيء بداية.. وهنا كان لوري كونينجهام، أول لاعب إنجليزي على الإطلاق، يصل إلى قلعة البرنابيو، وكان ذلك في عام 1979.

كونينجهام الذي توفي في حادث سير بعد 10 سنوات عام 1989، لم تخصص له الكثير من الفقرات في تاريخ الريال، حيث لم يستمر مع الفريق سوى عامين ونصف، خاض خلالهما 58 مباراة رسمية، حيث أعاقته الإصابات كثيرًا في موسمه الثاني مع الميرنجي.

ومع ذلك، سيبقى كونينجهام "اللؤلؤة السوداء" خالدًا لحقيقة نادرة، فهو آخر لاعب وربما الوحيد من صفوف ريال مدريد، الذي يغادر ملعب الكامب نو وسط تصفيق جماهير برشلونة، وكان ذلك يوم 10 فبراير/شباط 1980 بفضل الأداء الرائع الذي أدى إلى انتصار الريال حينها بهدفين دون رد.

"أذهلنا بمراوغاته وانطلاقاته وسرعته، كان مفعمًا بالحيوية ومثيرًا للإعجاب"، هذا ما تذكره ميجيلي قلب دفاع برشلونة، الذي عانى في ذلك الوقت، من مهارات كونينجهام.

وكان كونينجهام في تلك المباراة، أقوى من زفيريا، الذي نجح في السيطرة على دييجو أرماندو مارادونا قبل 3 أشهر فقط في أول زيارة له للكامب نو مرتديًا قميص أرجنتينوس جونيورز حينها.

ولد كونينجهام في لندن، وتم رفضه من نادي آرسنال في صغره، وانطلق نحو النجومية مع ليتون أورينت، قبل أن ينضم في 1977 لصفوف وست بروميتش، حيث أكمل معه موسمين مميزين، جعلاه أول لاعب من أصحاب البشرة السمراء، يُستدعى لمنتخب إنجلترا تحت 21 عاما، الأمر الذي دفع ريال مدريد للتعاقد معه مقابل 1.8 مليون دولار، وكان ذلك رقمًا كبيرًا حينها.

وكان تأثير كونينجهام في البرنابيو سريعا، مستفيدًا من جودة فيسنتي ديل بوسكي وقوة ستيلكي في خط الوسط، حيث شكل هجومًا مميزًا رفقة خوانيتو وسانتيانا، مما منح الريال، لقب الدوري الإسباني، وشارك في 29 مباراة من أصل 34 بالبطولة.

ونجح في ذلك الموسم، في التسجيل خلال الجولة الثالثة في الفوز على برشلونة (3-2)، ولكن ما قدمه في الجولة 20 يوم 10 فبراير/شباط 1980، تحول إلى أسوأ الكوابيس للبارسا.

شاهد المزيد:  الإصابات تنهش جسد إنتر ميلان قبل لقاء تورينو

وعنونت صحيفة موندو ديبورتيفو عقب اللقاء "تحية لكونينجهام الرائع"، مشيدة بالأداء الاستثنائي لمهاجم ريال مدريد، الذي اختتم تلك الأمسية، بتمريرة حاسمة لسانتيانا.

وكان ذلك الانتصار بمثابة الضربة القاضية لبرشلونة، الذي لم يستعد توازنه حتى نهاية الموسم، ومهد الطريق لريال مدريد للفوز، والذي حسم لقب الدوري في الجولة الأخيرة بفضل فوزه على أتلتيك بيلباو وخسارة ريال سوسييداد (الهزيمة الوحيدة طوال الموسم) في الأسبوع الذي سبقه أمام إشبيلية.

وكان كونينجهام أحد أفضل لاعبي الدوري، ومع ذلك فاجأ رون جرينوود، الجميع، باستبعاده من تشكيلة إنجلترا التي شاركت في يورو 1980 بإيطاليا، وكانت الصدمة النفسية قاسية، وأدت إلى نهاية مسيرته الرياضية.

وعلى الرغم من بدايته الجيدة للموسم، أبعدته إصابة في القدم عن الملاعب لمدة 5 أشهر وتراجعت أهميته مع الفريق، حتى أعير أولًا إلى مانشستر يونايتد ثم إلى سبورتينج خيخون.

وفي صيف 1984 وهو لاعب حر، انتقل إلى أولمبيك مارسيليا، وبدأ سلسلة من الانتقالات قادته إلى ليستر سيتي ورايو فاليكانو وشارلروا وويمبلدون ورايو مرة أخرى الذي ساعده على الصعود للدرجة الأولى في موسم 1988-1989 قبل وفاته ببضعة أشهر.

وتبقى الذكرى العالقة في الأذهان، هو اليوم الذي غادر فيه ملعب الكامب نو، مترديًا قميص ريال مدريد، وسط تصفيق جماهير الفريق الكتالوني.

مقالات ذات صلة